كلمة فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي في قمة تحويل التعليم نيويورك 19 سبتمبر 2022

  نيويورك

اسمحوا لي باسمي وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي وحكومة وشعب الجمهورية اليمنية أن أتقدم لكم بخالص الشكر وعميق الامتنان لتنظيم هذا النقاش بالغ الأهمية بالنسبة لبلدنا المنكوبة بحرب من المليشيات الحوثية ، المستمر للعام الثامن على التوالي ، والتي دمرت كافة المؤسسات وفي مقدمتها المؤسسة التعليمية، لأنها تعتمد ( أي المليشيات ) في مشروعها على الجهل والفقر .

إن تحقيق الفرص المتكافئة ودعم  الفتيات في المؤسسات التربوية في بلادنا ، يبدو اليوم أحد أهم التحديات الإنسانية والخدمية على الإطلاق ، حيث باتت ملايين الفتيات والفتيان خارج المدرسة عرضة لكافة أشكال الانتهاكات بسبب هذه الحرب والأزمة التي صنعتها تلك المليشيات.

السيدات والسادة /

إن قطاع التعليم كان في قلب القطاعات التي طالتها الأثار المدمرة للانقلاب على مؤسسات الدولة ، خصوصا في مراحله الأساسية وعلى وجه أخص تلك المتعلقة بتعليم الفتيات، منهيا بذلك المكاسب النسبية التي تحققت على مدار عقود، لتعزيز مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية بين الجنسين، والمحاولات الحكومية المستمرة بتهيئة فرص أفضل للفتيات باعتبارهن أكثر الشرائح المجتمعية في بلادي عرضة للتسرب والحرمان من الحقوق الأساسية في التعليم ، وخاصة في المناطق الريفية من البلاد ، وفوق كل ذلك يعاني قطاع التعليم في بلادي من تحديات متشابكة، على صلة بكيفية الوصول إلى مئات الالاف من الأطفال النازحين فضلا عن حماية أولئك الذين تجندهم المليشيات في أعمالها الحربية العدائية ، وتسخرهم في دورات عقائدية طائفية ودينية متطرفة، إضافة إلى ممارسات وقيود أخرى تستهدف الحد من التحاق الفتيات في المستويات التعليمية الجامعية .

وفي هذا السياق ووسط كل هذه التحديات وضمن خطة التعليم الانتقالية اليمنية، يحرص مجلس القيادة الرئاسي والحكومة على تحسين فرص التعليم بالعمل على إعداد المعلم والمنهج الدراسي والمدرسة المناسبة ، رغم قلة الموارد وتداعيات الحرب المفروضة علينا تحت شعار تصدير الثورة ، ولكم أن تتخيلوا حجم التدهور الكبير الذي ضرب مؤسساتنا التعليمية والخدمية برمتها، وضمان حق التعليم المجاني للجميع، الذي كان اليمن يطمح إليه منذ العام 2007، عندما ألغت الحكومة الرسوم المدرسية المفروضة على الفتيات في الصفوف الأولى والتقدم نحو توسيع هذه الاستراتيجية ليشمل إلغاء الرسوم الدراسية عن جميع الفتيات والفتيان في الصفوف المتقدمة ، إلا أن ذلك لم يتم نتيجة ظروف الحرب الراهنة، وقد ساعدت خطط إضافية آنذاك مثل تأهيل وتوظيف معلمات في المناطق الريفية ، وتأمين الحصص الغذائية للعائلات المشروطة بإبقاء فتياتهن في مدارس التعليم الأساسي واعتماد نظام المنح الدراسية ، وتشجيع المشاركة المجتمعية في زيادة وصول الفتيات إلى مستويات التعليم الكبير .

ولنا أن نشيد في هذا السياق بالدور الذي اضطلعت به منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم ( اليونسكو) والشركاء الإقليميون والدوليين في دعم خطط التعليم الانتقالية التي تضع في عين الاعتبار أن التعليم مكفول للجميع ، وأنه يأتي فوق كافة الاعتبارات السياسية والمصالح الحزبية والمناطقية .

السيدات والسادة /

إننا نأمل من فعاليتكن هذه إحياء الأمل بضمان حق التعليم لجميع فتيات وفتيان اليمن، والمستقبل الأفضل الذي يستحقونه، ويتطلب ذلك استئناف ومواصلة الجهود الحثيثة من أجل توفير وصول آمن إلى التعليم وتوفير المستلزمات المدرسية والمواد التعليمية والبيئة النظيفة للجميع، وإعطاء الأولوية للمدارس المتضررة لتعزيز بيئة التعليم والسلامة المدرسية .

وقد وجها من جانبنا الحكومة بدراسة مشروع إدخال نظام التعليم العام عن بعد بالتنسيق مع المنظمات الإقليمية والدولية ذات الصلة، كإحدى الحلول الممكنة لإبقاء فتيات وفتيان اليمن في سلك التعليم وتجاوز بعض المشاكل المرتبطة بهذا المجال.

كما نأمل المضي قدما في تأهيل ومتابعة برامج التدريب وتطوير التعليم التربوي للمعلمين ودفع الرواتب والحوافز المناسبة لهم، وتوفير المؤسسات التعليمية المؤقتة للنازحين، وإعادة إعمار وتأهيل المؤسسات التعليمية المدمرة، وقبل ذلك الوقوف بحزم أمام ممارسات المليشيات الحوثية لتجريف ما تبقى من مكاسب الفتيات في اليمن، وحمايتهن من الاعتداءات والتمييز ومخاطر الألغام المحرمة دوليا.

أجدد شكري لتنظيم هذا اللقاء النوعي الذي نتعهد فيه بأخذ مخرجاته كمقررات ملزمة لتحسين تكافؤ فرص التعليم لجميع فتيات وفتيان اليمن .

أشكركم جميعا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .