النص الكامل لخطاب الدكتور رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي بمناسبة الذكرى 61 لثورة 14 أكتوبر
النص الكامل لخطاب الدكتور رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي بمناسبة الذكرى 61 لثورة 14 أكتوبر
الأحد ، 13 اكتوبر 2024 20:15

بسم الله الرحمن الرحيم

يا أبناء اليمن الأحرار في كل مكان،،

أحييكم باسمي وإخواني أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة بتحية العزة والكرامة مجددا في هذا اليوم المجيد.. يوم الرابع عشر من أكتوبر الذي وضع فيه الشهيد راجح لبوزة ورفاقه الأبطال بلدنا على طريق المجد، ودرب الاستقلال انطلاقا من جبال ردفان الشماء، بعد أن خاضوا ملاحم بطولية في شمال الوطن انتصارا لثورة السادس والعشرين من سبتمبر.

في هذه الذكرى العظيمة، نقف لنستلهم من عدن العاصمة، والمدينة الحرة، نبضنا الدائم وملتقانا الأزلي، وهي التي كانت ولا تزال قلب الحركة الوطنية، ووحدتها، ومعقل التنوير، والتعايش والسلام.

كما لا يمكن لنا أن نحتفي بهذا اليوم الأكتوبري الخالد، دون الإشارة إلى تلك الوحدة الوطنية التي تجسدت في عدن والداخل الجنوبي من حوف إلى باب المندب، مفشلة بذلك أي صيغة أخرى لا تمت لحلم الدولة، والمواطنة المتساوية.

إن الدولة التي حلم بها أبطال أكتوبر، وسبتمبر، هي ذاتها الدولة التي تناضلون من أجلها اليوم.. الدولة التي لا تميز بين أبنائها على أساس المذهب، أو العرق، أو المنطقة.. الدولة الضامنة للحقوق والحريات، ومشاركة المرأة، والشباب في صنع مستقبل آمن للجميع.

لذلك عليكم أن تؤمنوا أيها الشعب العظيم، بأن المستقبل لكم، وأن اليمن سيتجاوز كل العقبات إذا توحدت قلوبنا، وجهودنا. وسوف نفعل ذلك معا بكل ثقة، وإخلاص.

وكما هو الإرث الجميل الذي تعلمناه من مبادئ سبتمبر، وأكتوبر، فإن البدء دائما بعهد الوفاء لتضحيات الشهداء، والشكر والعرفان لقواتنا المسلحة والأمن، وكافة التشكيلات العسكرية، والمقاومة الشعبية، وإلى أشقائنا الشجعان في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.

أيتها المواطنات،، أيها المواطنون،،

رغم التحديات والأوضاع الصعبة التي صنعها انقلاب المليشيات الحوثية، إلا أن روح، سبتمبر، وأكتوبر، ونوفمبر ماتزال ولادة مع كل فجر.

واليوم، وفي ظل هذه التحديات المتشابكة، نجد أنفسنا أمام مسؤولية تاريخية تستدعي توحيد الصف الجمهوري، والوقوف بحزم ضد المشاريع الاستعمارية الجديدة الذي يسعى عبرها النظام الإيراني الى مصادرة إرادة شعبنا، وتمزيق هويته، ونسيجه الاجتماعي.

لقد علمتنا ثورة أكتوبر، والصمود الأسطوري على مدى السنوات الماضية، أن الإرادة الصلبة قادرة على تحقيق المستحيل، وأن الإمكانيات المحدودة لا تعني ضعفا إذا ما اقترنت بالعزيمة، والإيمان الراسخ بعدالة القضية.

وبناء على ذلك، فان الاحتفاء بذكرى أكتوبر، ونوفمبر، لم يعد مجرد تقليد عابر، بل ضرورة نضالية لمعالجة آثار الماضي، والاعتراف بإشكاليات الحاضر، وتأكيد أن مشروعنا السياسي القائم على الجمهورية والديمقراطية، والاستقلال ما يزال مفعما بكثير من الإنجازات، والتحولات.

أيتها المواطنات أيها المواطنون الأحرار،،

تحفل ذكرى أكتوبر بمخزون قيمي ونضالي زاخر، وهي تحظى بمكانة خاصة في ذاكرتنا الوطنية، لذا فلا يوجد أنسب من هذا اليوم المجيد كي نجدد فيه دعوتنا إلى كافة القوى والمكونات السياسية، والاجتماعية لتعزيز اصطفافها الوطني في مهمة العبور من هذا المنعطف الذي يزداد تعقيدا مع ما تشهده المنطقة من تطورات متلاحقة.

إن قيم أكتوبر، وسبتمبر، والاستحقاقات الوطنية الراهنة، تحتم علينا العمل بصورة تكاملية لإنجاز أهدافنا الأساسية، وردع مشاريع العدوان، والتفتيت التي يقودها النظام الإيراني. 

لقد تمثلت عبقرية أكتوبر في أنها نجحت بإنجاز مشروع الاستقلال، كما أنها مضت بشكل فريد في تحقيق متطلبات بناء الدولة، وهو ما يجب أن نستلهمه من تلك العبقرية للانخراط في مسار سياسي تكاملي يهدف إلى إعادة بناء المؤسسات، وتقويتها في المحافظات المحررة، بالتوازي مع العمل على تحقيق الهدف الأسمى الذي يجب أن يوحدنا جميعا لإنهاء الانقلاب الحوثي، و حالة العبث التي تعيشها أجزاء من وطننا الحبيب منذ الحادي والعشرين من سبتمبر 2014، حيث يمعن نظام ولاية الفقيه في تدمير ما تبقى من مصادر العيش، والكرامة الإنسانية.

يا أبناء شعبنا العظيم في الداخل والخارج،، 

لقد عانى اليمن مافيه الكفاية منذ انقلاب المليشيات الحوثية على الحكومة الشرعية في ذلك اليوم الأسود، وها هي بحماقاتها تستدعي العدو الاسرائيلي لضرب مقدرات الوطن وبناه التحتية والاقتصادية، متناسية أن هجماتها في البحر الأحمر، والمياه المحيطة لم تغير شيئا في المعادلة، ولم تمنع تدمير غزة المنكوبة، أو تحدث فارقا حقيقيا على أرض المعركة، بل فاقمت من المعاناة، وأضرت بمصالح شعوب المنطقة.

إن التحديات المحلية والخارجية التي تواجه الدولة اليمنية لن تنتهي أبدا بوجود هذه المليشيات المارقة، وإنما قد تأخذ شكلا جديدا أكثر خطورة، مع تشعب دائرة المواجهة وتفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.

لذلك فقد أكدنا منذ وقت مبكر أننا سنتعامل مع هذه المليشيات، وداعميها باعتبارهم "تحديًا وجوديا" للشعب اليمني، وهويته، وعلاقاته مع المجتمع الإقليمي والدولي. كما لن يدفعنا فداحة الدور الإيراني إلى التغافل عن سلوك إسرائيل المتطرف في عموم المنطقة، وإدانة عدوانها المتكرر على اليمن ومقدرات شعبه، وسيادته الوطنية.

أيتها المواطنات أيها المواطنون،،

نعلم جيدا أن التفوق يعتمد على قدراتنا الاقتصادية والتمويلية، حيث الملايين من شعبنا يكافحون من أجل تلبية احتياجاتهم الأساسية، بينما تواصل العملة الوطنية تقلبات سعرية مؤثرة بشدة على الحياة المعيشية، لذلك كان هذا الملف، وسيظل أولوية قصوى لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة.

ورغم التباطؤ، أو التأخر أحيانا، إلا أن الدولة ماضية في الوفاء بالتزاماتها الحتمية، وفي المقدمة استمرار صرف المرتبات، وتأمين فاتورة الوقود، والواردات السلعية، والخدمات الأساسية خصوصا في مجالات الكهرباء، والمياه، والتعليم، والرعاية الصحية.

إننا نعمل بفضل صبركم، واستشعاركم بالمسؤولية ودعم الأشقاء والأصدقاء، وفق استراتيجية هادئة، من أجل تحويل الأزمات المتلاحقة إلى فرص.. تحويل أزمة الصادرات النفطية إلى فرصة لتنمية الإيرادات الذاتية، وتحويل الإحباط من التراجع عن قرارات البنك المركزي إلى سمعة دولية أفضل، وحراك دبلوماسي، وإنمائي أوسع سترون ثماره تباعا في العاصمة المؤقتة، والمحافظات المحررة.

وقد حققت هذه الاستراتيجية نجاحا جيدا على صعيد بناء التحالفات، وتعزيز ثقة المجتمع الدولي بالحكومة الشرعية، وزعزعة سرديات المليشيات ورواياتها المضللة، ومع ذلك يجب أن نكون مستعدين لأي محاولة محتملة للهروب نحو التصعيد العبثي.

وعندما يتعلق الأمر بالإشكاليات الداخلية، فقد فوضنا السلطات والمجتمعات المحلية بدور أكبر لتقدير الموقف، وتحديد الآليات المناسبة للتعاطي المسؤول معها وفقا للدستور، والمرجعيات والقوانين النافذة.

ولهذا السبب عملنا على منح هيئة التشاور، ولجان المصالحة دورا محوريا في تعزيز وحدة الصف، ومقاربة الأزمات الطارئة، وجعل التباينات، والتمايز في الأولويات تحت السيطرة، ومدخلا مهما لتعلم المزيد من الدروس، وإنتاج الحلول، والسياسات البناءة. 

أيتها المواطنات أيها المواطنون،،

لقد أكدنا للعالم بكل الوسائل ومن مختلف المنابر موقفكم الثابت من حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وفقا لقرارات الشرعية الدولية، والمبادرة العربية للسلام، كما أكدنا موقف الجمهورية اليمنية الداعم للدولة اللبنانية، وسيادتها وحقها الحصري في احتكار السلاح، وقراري السلم والحرب، والتشديد على أن وقف العدوان الإسرائيلي، وانتهاكاته الوحشية، هو مفتاح السلام المنشود، ومدخل لرفع الغطاء عن ذرائع إيران، ووكلائها لتأزيم الأوضاع، ومحاولاتها المستميتة لمصادرة الإرادات الوطنية لشعوب المنطقة.

وأننا نأمل أن تجد المليشيات الحوثية في هذه المتغيرات فرصة لمراجعة النفس، وإدراك أن مصادرة قراري الحرب والسلم، والارتهان إلى الخارج لا يجلب سوى الخراب والدمار، وأن تغليب مصالح الشعب اليمني، وسلامة أراضيه هو السبيل الأمثل لنصرة القضية الفلسطينية، وعبور بلدنا إلى بر الأمان.

المجد والخلود للشهداء الشفاء للجرحى الحرية للمعتقلين والمخفيين النصر للوطن ونظامه الجمهوري أكتوبر مجيد ومتجدد وكل عام وأنتم بألف خير،،

رئيس مجلس القيادة يعود إلى العاصمة المؤقتة عدن

عاد فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اليوم الثلاثاء الى العاصمة المؤقتة عدن بعد مشاركة مثمرة في اجتماعات الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.

المزيد