كلمة فخامة الرئيس رشاد العليمي أمام قمة المستقبل  (حلول متعددة الأطراف من أجل غد أفضل)   22 – 23  سبتمبر 2024
كلمة فخامة الرئيس رشاد العليمي أمام قمة المستقبل (حلول متعددة الأطراف من أجل غد أفضل) 22 – 23 سبتمبر 2024
الأحد ، 22 سبتمبر 2024 18:36

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،

اصحاب المعالي والسعادة،،

الحضور الكريم،،

إنها فرصة ثمينة أن نتحدث اليكم كأول دولة في هذا الحدث الهام، الذي نجدد فيه معا التزامنا المشترك بمبادئ التضامن العالمي، والاحترام المتبادل، والتعاون الوثيق، وهي المبادئ التي تأسست عليها هذه المنظمة العريقة.

السيدات، والسادة،،

لقد كانت رحلة اليمن خلال العقد الأخير مليئة بالمعاناة والتحديات الصعبة التي جلبتها حرب المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، مخلفة دمارا هائلا في كافة مناحي الحياة.

لذلك فإن أولوياتنا قد تبدو مختلفة عن أجندة معظم بلدانكم خصوصا تلك التي تنعم بالسلام والاستقرار، لكن تطلعاتنا واحدة نحو المستقبل الواعد الذي تستحقه شعوبنا جميعا.

اليمن هو اليوم أحد أكبر الازمات الإنسانية في العالم، وتثقلة تداعيات الحرب على مختلف المستويات، بما في ذلك تعثر الوفاء بالتزاماته المرتبطة بأهداف الألفية والتنمية المستدامة.

لكن وعلى الرغم من تلك التحديات الهائلة، يبقى صمود، وتصميم الشعب اليمني قوياً وثابتاً في السعي نحو مستقبل أفضل.

ويعود جزء من أسباب هذا الصمود إلى صمود شعبنا نساء ورجالا في مواجهة تلك المليشيات وإلى الدعم المستمر الذي تتلقاه الحكومة اليمنية من دول تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وشركائها الإقليميين والدوليين، والمنظمات التمويلية المعنية وعلى وجه الخصوص الصندوق والبنك الدوليين.

السيد الرئيس،،

السيدات والسادة،،

من وسط هذه الصعاب والملمات أود أن أشارككم خبرا سارا شهده بلدنا مؤخرا، حيث تكللت جهودنا بالنجاح في التعاقد مع شركة "ستارلينك" العالمية لتقديم خدمة الإنترنت الفضائي لمواطنينا، ليصبح اليمن من الدول الرائدة في المنطقة بالتعامل مع هذه الخدمة، التي نراهن عليها في تعزيز تبادل المعلومات، والمعرفة، و تمكين الفتيات والفتيان من الالتحاق بالتعليم عن بعد، وحمايتهم من استقطاب جماعات العنف، والتنظيمات المتطرفة.

وقد رأيت مشاركتكم هذا الحدث، لنؤكد لكم قوة إرادتنا على مقاومة ظروف الحرب، وصناعة الأمل حيث نكافح مع الحكومة على ثلاث جبهات: أولا نواجه مشاريع العنف، والتطرف والتخلف القادمة من الماضي، وثانيا نعمل على ترميم الآثار الفادحة التي تسببت بها الحرب على واقعنا المعاش، وثالثا نسعى إلى مواكبة المستقبل قدر الإمكان لأننا نؤمن بأن الأجيال التي ولدت في ظروف الصراع سيكون من حقها أن تكبر مع فرص أفضل للسلام، والازدهار، والتنمية.

إننا اليوم نشارك في قمة المستقبل ولدينا طموحات لإثبات إنه بدعمكم وتشجيعكم يمكن للدول التي تعيش حروبا، وهشاشة مؤسسية مواكبة التقدم العالمي، طالما توافرت الإرادة والتفكير الخلاق من أجل اللحاق بالركب.

ومن جانبنا يعمل مجلس القيادة الرئاسي مع الحكومة منذ عامين، على مواكبة  أجندة قمة المستقبل، سواء على صعيد تعزيز دور المعادل التكنولوجي في البلاد كحق من حقوق الإنسان، أو من خلال تمكين المرأة، والشباب الذين أطلقنا من أجلهم برنامجا طموحا لتطوير القدرات في العاصمة المؤقتة عدن، كما عقدنا في مدينة تعز مؤتمرا موسعا في هذا السياق. 

وعلى الرغم من وطأة الحرب والأزمة التمويلية التي فاقمتها الهجمات الحوثية الإرهابية على المنشآت النفطية، إلا أننا نحقق صمودا مدهشا بدعم من أشقائنا للوفاء بالالتزامات الحتمية، و الدفع قدما بالأفكار، والمشروعات النوعية التي تحقق قدرا من الاستدامة.

وفي هذا الإطار فإننا نعمل أيضا مع باقي أعضاء الأسرة الدولية إلى بلورة استراتجية مغايره تجاه اليمن، تقوم على الانتقال من الإغاثة إلى التنمية، و النظر بعين الجدية إلى أجندة الشباب والمستقبل، تماما مثلما نحرص على أجندة وقف الصراع وتحقيق السلام الشامل.

السيدات والسادة،،

في اليمن، تتفاقم الأزمة الإنسانية أيضا بسبب تأثيرات تغير المناخ، حيث يعاني بلدي من ظواهر مناخية متطرفة مثل الجفاف والفيضانات وارتفاع درجات الحرارة.

وفي غضون الشهرين الماضيين سقط مئات الضحايا، وشردت آلاف الأسر بسبب السيول الجارفة الناتجة عن التغيرات المناخية شديدة التأثير على حياة الشعب اليمني لاسيما النساء والأطفال، وكبار السن.

لذلك سيكون على المجتمع الدولي الوفاء بالتزاماته، و تقديم دعم أكبر للتكيف مع تغير المناخ، وبناء القدرات المحلية لتعزيز الاستدامة البيئية ليشمل ذلك نقل التكنولوجيا كأمر حاسم في دعم الجهود المشتركة على هذا الصعيد.

وبما أن قمة المستقبل، تعد فرصة جيدة للدول النامية، فإننا نتطلع إلى الاستفادة الكاملة من نتائج هذه القمة بمافي ذلك إعلانها المقترح الذي يعبر إلى حد كبير عن حقائق اليوم، ويقدم حلولا ملموسة في الاستجابة للتحديات الدولية، ودعم الدول النامية والأقل نموا في مساعيها لتحقيق اهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030.

في الختام نؤكد أن لدى شعوبنا آمالا لاحدود لها في العمل معًا لبناء مستقبل يسوده السلام، والازدهار، تحفظ فيه الكرامة الإنسانية، والمواطنة المتساوية، وفي عالم متعدد الأطراف، فعالاً وعادلاً وشاملاً، ويضمن عدم ترك أحد منا متخلفا عن الركب.

 شكراً لكم..

رئيس مجلس القيادة يشيد بالدعم البريطاني الجديد لقوات خفر السواحل اليمنية

ثمن فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي عاليا إعلان المملكة المتحدة عن حزمة جديدة من الدعم لقوات خفر السواحل اليمنية ضمن الجهود المنسقة مع الحلفاء الاقليميين والشركاء الدوليين لمكافحة القرصنة،

المزيد