رئيس مجلس القيادة الرئاسي يؤكد على دور تعز المحوري في المعادلة الوطنية
رئيس مجلس القيادة الرئاسي يؤكد على دور تعز المحوري في المعادلة الوطنية
الثلاثاء ، 27 أغسطس 2024 21:04

أكد فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي دور تعز المحوري في المعادلة الوطنية كصانعة للتحولات ومهد للتغيير، وحاضنة لحركات النضال، والتحرر الوطني شمالا وجنوبا.

جاء ذلك في لقاء عام لرئيس مجلس القيادة الرئاسي، ومعه عضوي المجلس الدكتور عبدالله العليمي والشيخ عثمان مجلي بقيادة السلطة المحلية والمكونات السياسية والمدنية، والنسائية والشبابية بمحافظة تعز اليوم الثلاثاء في رحاب جامعة تعز.

وقال الرئيس العليمي، أن تعز التي انجبت الأستاذ النعمان، ورفاقه العظماء نساء ورجالا، واحتضنت الزبيري، وعلي عبدالمغني، والشعبي، ولبوزة، وباذيب فكانت منطلقا للذود عن صنعاء شمالا، وملاذا وخط امداد لايتوقف للتحرير الناجز جنوبا، ستبقى خالدة في الذاكرة الوطنية كصانعة للتحولات، ومهد التغيير، وعاصمة للصمود، ورفض العنصرية، والاستبداد.

وفي بداية اللقاء طلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي من الحضور الوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء الذين بذلوا دماءهم رخيصة دفاعا عن الحرية والنظام الجمهوري.

وأعرب الرئيس عن شكره وإخوانه أعضاء مجلس القيادة الرئاسي على الترحاب الكبير الذي تلقوه خلال الزيارة من أبناء محافظة تعز على طول الطريق وصولا إلى عاصمة المحافظة العزيزة.

وتوجه فخامته بالشكر لقيادة السلطة المحلية، وقيادات المحافظة، ونسائها وشبابها، ورجالها، والقوات المسلحة والأمن والمكونات السياسية الذين ساهموا جميعا في الترتيب الجيد لهذه الزيارة التقييمية التي ستعقبها بعون الله زيارات أخرى.

وقال " نحن هنا اليوم وإخواني أعضاء المجلس والفريق الوزاري والاستشاري المرافق لنحيي صمود أبطال وأبناء هذه المحافظة في الدفاع عن الجمهورية والحرية والكرامة، وقيم العدالة والمساواة في مواجهة المشروع الإمامي الذي دفنه شعبنا منذ سبعة عقود".

وأشار الرئيس إلى أن تعز التي عرفت بآلهة الخصب ومحراب للحب وقصة لا تموت، هي أيضا المجد، والساحل والميناء العريق، وأبرز عاصمة لدولة قانون في التاريخ الوسيط، وأخلدها ذكرا، وأبعدها صيتا، وكرما، وتضحية.

كما ذكر بأن تعز هي معقل التبع الأكبر الذي قدم لنا أول فكرة مثلى لهزيمة العنصرية، والامامة بنهج دولته الرسولية التي تركت إرثا زاخرا من الشواهد العامرة بالمدارس والحصون والعلماء، في مقابل الدم والبارود، وتاريخ من الغزو والفيد الذي ورثه لنا الإماميون قديمهم وحديثهم.

أضاف "من هنا مر ثوار سبتمبر، وأكتوبر معا، بمن فيهم ثلاثي النصر في ملحمة السبعين القاضي الإرياني، والفريق العمري، والنقيب عبد الرقيب عبد الوهاب، كما جسد فيها الشهيد احمد سيف اليافعي قيم التلاحم بين الشمال والجنوب في أفضل صورة.

وتابع: "وهنا يجتمع اليوم في هذه القاعة أبناؤهم وأحفادهم مجددا من كل أنحاء اليمن يؤكدون على أنهم جميعها في ملحمة أسطورية أخرى ليس أمامها من خيار سوى النصر، وبناء الدولة الاتحادية العادلة".

وأوضح فخامة الرئيس أنه من الصعب إيفاء محافظة تعز حقها، وهي التي كان لها الفضل مع باقي أبناء المحافظات المحررة في ردع المشروع الإمامي، وإبقاء شعلة التغيير وهاجة في القلوب، والأرجاء، مشيرا إلى أن أفضل سبيل لرد جميل هذه المحافظة هو التحرير الناجز، وجعلها كما كانت على الدوام منطلق للخلاص من قوى الاستبداد، والاستعمار، والكهنوت في كل ربوع الوطن.

وأعتبر أن تلك هي المسؤولية، والأولوية التي ارتضاها أبناء تعز على مر العصور، ومهما قيل عن حراكهم الوطني من أباطيل، فسيبقى ذلك مثالا للإيثار، ونزوعا أصيلا نحو الدولة العصرية التي يستحقها جميع اليمنيين.

وعرض فخامة الرئيس إلى التحديات والهموم التي تشغل أبناء المحافظة، وفي مقدمة ذلك الكهرباء، والماء، وكافة الخدمات الأساسية، لكنه شدد على أن استدامة هذه الخدمات لن يتأتى سوى بإعادة بلدنا المنهك إلى مساره الطبيعي.. بلد محرر، ومستقر، وعضو فاعل في منظومته الخليجية والعربية والدولية.

وأعرب فخامة الرئيس عن ثقته وإخوانه أعضاء المجلس بأن أبناء تعز لا يمكن أن يقايضوا الحرية والمواطنة المتساوية بدعايات زائفة من أي نوع، ولا يمكن أن تلهيهم مبادرة هنا أو هناك عن معاناة شعبنا في مناطق سيطرة المليشيات المكبل بقيود من القهر، والعنصرية بعد نحو سبعة عقود من المولد السبتمبري العظيم. وتطرق فخامة الرئيس إلى كل المبادرات التي قدمها مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لدفع المليشيات من أجل صنع السلام، قائلا " لكننا لم نجد المشترك معهم للتقدم على هذا الطريق، إذ ليس لديهم سوى الحرب والدمار كخيار صفري".

واعتبر بأن دعم صمود هذه المحافظة، والتخفيف من معاناة أبنائها، وخلق فرص العمل، وتحسين خدماتها بما في ذلك تطوير منظومة التعليم، وتنمية مواردها المحلية، ورعاية أسر الشهداء والجرحى، ستظل أولوية قصوى على كافة المستويات.

وأشار إلى أنه انطلاقا من هذه المبادئ فقد تم استهلال هذه الزيارة بوضع حجر الأساس لنصب الشهداء التذكاري الذي يخلد تضحيات أبناء هذه المحافظة الأبية وكل شهداء الجمهورية، فضلا عن تدشين أكثر من 260 مشروعا حيويا على نقفة الأشقاء في المملكة العربية السعودية، والسلطة المحلية في مختلف المجالات.

ووضع فخامة الرئيس قيادات ومكونات تعز في صورة الصعوبات والتحديات بشأن الفرص المحدودة لتحقيق كافة الطموحات والتطلعات المشروعة لأبناء محافظة تعز، وبقية المحافظات المحررة، خصوصا على صعيد المشاريع الاستراتيجية التي كان من المخطط اطلاقها قبل أن تقدم المليشيات الحوثية الإرهابية على هجماتها المدمرة لمنشآتنا النفطية التي افقدت خزينة الدولة نحو 70 بالمائة من مواردها الرئيسية.

وقال "لهذا فإن المشاريع التي ندشنها أو نضع حجر أساسها اليوم هي في الغالب بدعم من الأشقاء في المملكة العربية السعودية، وفي مقدمتها كليات الطب، والتمريض، والصيدلة، ومركز الأورام، ومحطة كهرباء المدينة بقدرة ثلاثين ميجاوات، إضافة إلى طريق التربة لحج الاستراتيجي، والمستشفى التعليمي، وكلية مرتقبة لطب الأسنان، فضلا عن تلك المشاريع التي ينفذها الأشقاء في الإمارات العربية المتحدة بمديريات الساحل الغربي من المحافظة".

ونوه في هذا السياق بالمنحة الكريمة من الأشقاء في المملكة والتي كان لها دورها الحاسم في استمرار دفع مرتبات الموظفين، في وقت تعمل فيه الحكومة على تحسين مواردها الذاتية نحو هدف الاعتماد على النفس، والحد من هيمنة العائدات النفطية على إيرادات الموازنة العامة للدولة، والتي تحقق بدعم الأشقاء والأصدقاء تقدما جيدا في هذا الاتجاه.

وجدد فخامة الرئيس في ختام كلمته الشكر والتقدير لقيادة السلطة المحلية، وكافة الفعاليات في المحافظة على دورها المشهود في إبقاء صوت أبنائها عاليا وفي المقدمة المكونات السياسية، ولجنة المصالحة والسلم الاجتماعي التي ضربت مثالا يحتذى في تعزيز قيم التسامح واعلاء المصلحة العامة، وكذلك الشخصيات والوجاهات الاجتماعية ورجال العدالة، والمرأة والشباب الذين حملوا على الدوام مشاعل التغيير، والابداع في مقاومة الحرب، وتعزيز فرص الصمود.

وقال "لقد ظهرت المحافظة خلال هذه الزيارة بمستواها اللائق، ونتمنى ألا يكون ذلك إجراء عابرا أو موسميا بل برنامج عمل مستدام في مختلف القطاعات"، مؤكدا بأن مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، سيراقبون أداء السلطة المحلية بما في ذلك على مستوى المديريات خلال الستة الأشهر المقبلة وتقرير ما يلزم لتصحيح الأداء وتعزيز حضور مؤسسات الدولة.

كما تعهد رئيس مجلس القيادة الرئاسي بالعمل على الاستجابة لنداءات الجرحى من خلال حلول جذرية تليق بتضحياتهم الغالية من اجل رفعة وعزة وطننا. وأشار فخامته الى توجيهاته بإخلاء المؤسسات المدنية من المظاهر المسلحة ومن ضمنها المعهد الفني، ونادي الصقر، ودراسة إمكانية استئجار منازل المواطنين في مناطق التماس، بما يضمن سلامتهم وحماية ممتلكاتهم الخاصة على أكمل وجه.

كما أشار الى توجيهاته بإعداد الدراسات الفنية للاعتماد على الطاقة المتجددة خصوصا في القطاعين الصحي والزراعي بالاستفادة من التجربة المدعومة من الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وشجع فخامة الرئيس الجامعات على التحول نحو التخصصات التقنية والنوعية بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، ونظم الاتصالات والمعلومات.

ونوه فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي بأحياء مدينة تعز منذ أيام قليلة لذكرى تأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام، معربا عن صادق التهاني لقيادات وقواعد حزب المؤتمر، مترحما فخامته على شهداء الحزب وفي طليعتهم الرئيس الشهيد على عبدالله صالح، ورفيق دربه الشهيد عارف الزوكا، داعيا القوى السياسية والمدنية إلى مزيد من التعاضد، وتعظيم شراكاتها، والتفرغ لمعركة الشعب اليمني كعنوان عريض، وميثاق شرف للمرحلة المقبلة.

وأكد ثقته بان أبناء تعز المثقلون بأوجاع هذه المحافظة، سيكونون على قدر كبير من المسئولية، وسيترفعون عن المهاترات الجانبية، والتحرر من تأطيرهم كمجتمع أكثر قابلية للفرقة والشقاق، وسيستحضرون في كل لحظة، قوله تعالى: " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم».

وكان محافظ محافظة تعز نبيل شمسان قد تحدث بكلمة رحب فيها بفخامة الرئيس وعضوي مجلس القيادة وقيادات الدولة مثنيا على دور أبناء المحافظة في مختلف المراحل والظروف.

وأشار المحافظ نبيل شمسان إلى ما أنجزته السلطة المحلية خلال السنوات الماضية على صعيد تطبيع الأوضاع وإعادة الاستقرار ومحاربة الفساد، فضلا عن الخطط الاقتصادية والاجتماعية الواعدة التي تنتظر التمويلات المناسبة لإنجازها.

كما تطرق إلى المعاناة الإنسانية التي يمر بها أبناء المحافظة باعتبارها أكثر محافظات البلاد تضررا من انتهاكات المليشيات الحوثية الإرهابية.

رئيس مجلس القيادة يقلد رئيس البرلمان العربي وسام الوحدة من الدرجة الأولى

منح فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اليوم الأربعاء، رئيس البرلمان العربي عادل بن عبدالرحمن العسومي، وسام الوحدة 22 مايو من الدرجة الأولى.

المزيد